"هو انتوا بتبوسوا بعض في الكنيسة.. ليلة رأس السنة..؟" سؤال بدأت أسمعه منذ الصف الخامس الابتدائي من زملائي المسلمين في المدرسة، وكنت أغضب بشدة وأصرخ في وجه السائل أن هذا لا يحدث وأجزم وأقسم، فيخبرني باستفزاز أني ما زالت صغيرة ولا أعرف شيء، لأن أبواه أخبراه أن المسيحيين يقبّلون بعضهم نساءً ورجالًا في الكنيسة، وخاصة في احتفالية "ليلة رأس السنة" وما خفي كان أعظم.
وعندما بدأت العمل في الصحافة، تغير السؤال قليلًا ولكن ليس للأفضل بل للأسوأ، هل هناك حفلات مجون تحدث داخل الكنائس، خاصة في ليلة رأس السنة، والأدهى مبررات البعض بأن أسوار الكنيسة عالية حتى يستطيع المسيحيون ممارسة طقوس قبلاتهم وفجورهم دون إزعاج، ودون أن يتلصص عليهم المسلمون ويزعجون
خلوتهم أو ينزعجوا هم منا، ولم أملك حينها سوي قول "اللعنة علي الأفلام الأجنبي.. بوظت دماغ الناس.. والأسوار العالية بتاعت الكنايس يروحوا يسألوا عليها الأمن مش إحنا". وبعد أن اقتربْت من عامي الثلاثين لم يعد الإنكار يفيد، وحان الوقت للإدلاء بالحقيقة، خاصة لزملاء طفولتي الذين حاولت أن أضرب أحدهم عندما قال لي "إنتو بتبوسوا بعض من بقكم زي الأفلام الأجنبي"، صديقي أينعم نحن بالفعل نقبل بعضنا بعض في الكنيسة، وليس في ليلة "رأس السنة" فقط، وإنما في صلاة كل قداس، "شوف إنت بقي كام قداس في الأسبوع.. وأحيانًا أكتر من قداس في اليوم.. أيام الصوم الكبير.. إحنا بنتعب بصراحة". وكانت إحدى أحلام طفولة أصدقائي هو زيارة الكنيسة لرؤية القبلات المجانية، والتي تحذفها القناة الثانية في الأفلام الأجنبي، ولكن الصدمة للأسف أن الزائر لن يري قبلات ساخنة بالشفاه، خاصة وأن تبادل القبلات يكون بالأيدي، "أيون إحنا بنبوس بإيدينا.. مسيحيين بقى"، والصدمة الأكبر أن الكنائس مقسمة قسمين، قسم للرجال وقسم للنساء، وبالتالي لا مكان للقبلات اليدوية حتى بين الرجال والنساء، "هيطلع لي حد تاني يسأل عن الانحراف.. وده بقي هسيبه لخيالاته.. لا يستحق عناء الرد". "قبلوا بعضكم بعض.. بقبلة مقدسة. يارب ارحم. يارب ارحم. يارب بارك.. أمين" هكذا يطالبنا "الشماس" من داخل الهيكل أن نفعل، وذلك بعد أن يقول الكاهن "اجعلنا مستحقين كلنا يا سيدنا، أن يُقًّبل بعضُنا بعضًا بقبلةٍ طاهرة"، وهي دعوة مصالحة قبل أن يستكمل المسيحي صلواته في القداس، لأنه من غير المقبول أن يتقدم المسيحي للتناول أو الصلاة وهو في خصام مع أخيه، والأخ هنا المقصود به كل إنسان. قال المسيح: "إذا قدمت قربانك على المذبح. وهناك تذكرت أن لأخيك شيئًا عليك، أترك قربانك قدام المذبح، واذهب أولًا اصطلح مع أخيك.." (مت 5: 23، 24)، ولهذا تم تخصيص هذا الجزء في صلاة القداس، في حال نسي الإنسان خصامه مع أخيه تُذكره هذه الطلبة بألا يتقدم للتناول حتى ينهي خصامه ويتسامح مع كل الناس. والقبلة الكنسية هي أن يضع كل واحد يديه بين يدي من يجلس بجواره ويسحبها ويقبلها ويكرر هذه الفعل مع من أمامه وخلفه، وهكذا، وهو إعلان صريح أمام الله بأنه لا يكن أي ضغينة تجاه أي من أخواته داخل الكنيسة وخارجها، وفي حال لم يكن الإنسان صادقًا فالله وحده يعلم ويجازيه، خاصة وأن الكنيسة قد ذكرته خلال القداس بأن يتقدم للتناول وهو في خير وسلام مع كل من حوله. كم من خصومات في الطفولة تم حلها بهذه القبلة المقدس، شجارات المدارس واللعب بين أصدقاء الطفولة، كانت تُحل أحيانًا بأن يضع كل منا يده في الآخر ويسحبها ثم يقبلها، ولكن لم يمنع هذا محاولتنا كثيرًا تجنب الجلوس بجوار أصدقاء وقع بيننا شجار ولا نريد تجاوزه بقبلة كنسية، بالإضافة إلى خصامنا مع آخرين خارج الكنيسة، مخاصمات وضعت على عاتقنا كثير من القبلات الكاذبة أمام الله، فكيف يخاطب الإنسان الله غير المرئي، إن لم يكن يُحسن الكلام مع البشر الذي يعيشون بجواره. يا مصريين قبلوا بعضكم بعضًا بقبلة المحبة..
خلوتهم أو ينزعجوا هم منا، ولم أملك حينها سوي قول "اللعنة علي الأفلام الأجنبي.. بوظت دماغ الناس.. والأسوار العالية بتاعت الكنايس يروحوا يسألوا عليها الأمن مش إحنا". وبعد أن اقتربْت من عامي الثلاثين لم يعد الإنكار يفيد، وحان الوقت للإدلاء بالحقيقة، خاصة لزملاء طفولتي الذين حاولت أن أضرب أحدهم عندما قال لي "إنتو بتبوسوا بعض من بقكم زي الأفلام الأجنبي"، صديقي أينعم نحن بالفعل نقبل بعضنا بعض في الكنيسة، وليس في ليلة "رأس السنة" فقط، وإنما في صلاة كل قداس، "شوف إنت بقي كام قداس في الأسبوع.. وأحيانًا أكتر من قداس في اليوم.. أيام الصوم الكبير.. إحنا بنتعب بصراحة". وكانت إحدى أحلام طفولة أصدقائي هو زيارة الكنيسة لرؤية القبلات المجانية، والتي تحذفها القناة الثانية في الأفلام الأجنبي، ولكن الصدمة للأسف أن الزائر لن يري قبلات ساخنة بالشفاه، خاصة وأن تبادل القبلات يكون بالأيدي، "أيون إحنا بنبوس بإيدينا.. مسيحيين بقى"، والصدمة الأكبر أن الكنائس مقسمة قسمين، قسم للرجال وقسم للنساء، وبالتالي لا مكان للقبلات اليدوية حتى بين الرجال والنساء، "هيطلع لي حد تاني يسأل عن الانحراف.. وده بقي هسيبه لخيالاته.. لا يستحق عناء الرد". "قبلوا بعضكم بعض.. بقبلة مقدسة. يارب ارحم. يارب ارحم. يارب بارك.. أمين" هكذا يطالبنا "الشماس" من داخل الهيكل أن نفعل، وذلك بعد أن يقول الكاهن "اجعلنا مستحقين كلنا يا سيدنا، أن يُقًّبل بعضُنا بعضًا بقبلةٍ طاهرة"، وهي دعوة مصالحة قبل أن يستكمل المسيحي صلواته في القداس، لأنه من غير المقبول أن يتقدم المسيحي للتناول أو الصلاة وهو في خصام مع أخيه، والأخ هنا المقصود به كل إنسان. قال المسيح: "إذا قدمت قربانك على المذبح. وهناك تذكرت أن لأخيك شيئًا عليك، أترك قربانك قدام المذبح، واذهب أولًا اصطلح مع أخيك.." (مت 5: 23، 24)، ولهذا تم تخصيص هذا الجزء في صلاة القداس، في حال نسي الإنسان خصامه مع أخيه تُذكره هذه الطلبة بألا يتقدم للتناول حتى ينهي خصامه ويتسامح مع كل الناس. والقبلة الكنسية هي أن يضع كل واحد يديه بين يدي من يجلس بجواره ويسحبها ويقبلها ويكرر هذه الفعل مع من أمامه وخلفه، وهكذا، وهو إعلان صريح أمام الله بأنه لا يكن أي ضغينة تجاه أي من أخواته داخل الكنيسة وخارجها، وفي حال لم يكن الإنسان صادقًا فالله وحده يعلم ويجازيه، خاصة وأن الكنيسة قد ذكرته خلال القداس بأن يتقدم للتناول وهو في خير وسلام مع كل من حوله. كم من خصومات في الطفولة تم حلها بهذه القبلة المقدس، شجارات المدارس واللعب بين أصدقاء الطفولة، كانت تُحل أحيانًا بأن يضع كل منا يده في الآخر ويسحبها ثم يقبلها، ولكن لم يمنع هذا محاولتنا كثيرًا تجنب الجلوس بجوار أصدقاء وقع بيننا شجار ولا نريد تجاوزه بقبلة كنسية، بالإضافة إلى خصامنا مع آخرين خارج الكنيسة، مخاصمات وضعت على عاتقنا كثير من القبلات الكاذبة أمام الله، فكيف يخاطب الإنسان الله غير المرئي، إن لم يكن يُحسن الكلام مع البشر الذي يعيشون بجواره. يا مصريين قبلوا بعضكم بعضًا بقبلة المحبة..