الاثنين، 26 أكتوبر 2015

داعش أسر النساء والأطفال والعجزة والمسيحيون لم يتخلوا عن إيمانهم


قال الأب جاك مراد، من دير مار إليان الكائن في القريتين، "إنه خلال فترة الاعتقال كان يشعر بسلام داخلي لأنّه كان يشارك آلامَ كلِّ الأسرى"، معتبرًا "أنّ طريق الألم هو طريق توبة وتغيير، ورغم أنّه
كان في طريق الأسر معصوب العينين ومُكبّل اليدين الاّ أنّه ما فتئ يردّد عبارة "أنا ذاهب إلى الحرية". مضيفًا "أن السجن بالنسبة له ولادة جديدة".

وفي 11 آب رحّل التنظيم الإرهابي "داعش" كاهن السريان الكاثوليك مرة جديدة إلى مكان قريب من نواحي تدمر، وذلك بعد إلحاح مسيحيي "القريتين" الذين خطفهم التنظيم في 5 أغسطس ومطالبتهم بكاهن رعيتهم. وعندما دخل في نفق مظلم فُتح بابٌ وكانت المفاجأة، عندما رأى مسيحيي القريتين مجموعين في مهجع كبير تحت الأرض.

يقول الأب جاك مراد: "كنا حوالي 250 شخصًا. 11 رجلًا وشابًا، 83 امرأة، والباقي أطفال، وعدد من المعاقين والعجزة. حوالي 11 شخصًا عاجزًا. وما يحزن هو أنه حتى المعاقين والعجزة أخذوهم للأسر. كما كان هناك امرأة عاجزة وطفل (10 سنين) يعاني من السرطان، وعندما كانوا يأتون المسؤولين (الشيوخ) كانوا يطالبوهم يرسلوا الأطفال إلى المشفى بالشام ليأخذوا الجرعات، وكانوا يرفضون".

ويضيف "أنه في 31 أغسطس تُلي علينا قرار "أبو بكر البغدادي" وتمّ تخييرنا بين قتل الرجال وسبي النساء وبين استعباد الرجال والنساء أو اعتناق الإسلام أمّ "المنّ" ويعني السماح لأهل "القريتين" من المسيحيين بالحياة ضمن أراضي الخلافة ولكن ضمن شروط، وهذا ما يُعرف بعقد الذمّة، وعند التوقيع على العقد سُمح لهم بالعودة إلى منازلهم".

ويروي الأب مراد "أنّ الأهالي كانوا يتساءلون حول العقيدة والإيمان كون عناصر "داعش" كانوا يستفزونهم بالأسئلة ويطالبونهم بتقديم الشروحات"، مؤكدًا "أنّ المسيحيين لم يعتنقوا الإسلام رغم الضغوطات. وكانوا يواظبون على صلاة "المسبحة".

ودعا الأب مراد جميع المسيحيين لرفع الصلاة من أجل المسيحيين في "القريتين" حتى يتمّ الإفراج عنهم جميعًا.